مجلة الدراسات الإسلامية > المجلد 30، العدد 3، 1440هـ/2018م
الإمام شعبة والتحذير من الاشتغال بالحديث / سلطان بن سعد السيف، جامعة الملك سعود
(قدم للنشر في 22/05/1439هـ؛ وقبل للنشر في 23/06/1439هـ)
«البحث مدعوم من مركز البحوث بكلية التربية بجامعة الملك سعود»
المستخلص
يهدف هذا البحث إلى جمع وحصر ما يمكن أن يؤخذ على الإمام شعبة بن الحجاج سيد المحدثين في زمانه من النصوص المأثورة عنه في الترهيب من الاشتغال بالحديث، وبيان الثابت من غير الثابت، والاجتهاد في دراستها وتحليلها؛ وبيان الظروف التي استنطقت هذه النصوص، والموقف منها، وأثرها في مكانة الإمام شعبة الذي حظي بمنزلة عظيمة على مر العصور والدهور. وأما منهجية البحث فهي الاستقراء والتحليل. وقد خلصت إلى نتائج منها: أن شطر هذه النصوص لم يثبت عن الإمام شعبة وإنما ثبت عنه أربعة من أصل ثمانية. وأنه لا يصح الأخذ بهذه النصوص على ظاهرها، ويكفي في رد ذلك: النظر في أقوالهم الأخرى وحالهم وصنيعهم وما دأبوا وشابوا عليه من الاشتغال بالحديث حتى مماتهم!، وإنما كانت بدافع الخوف من التكثر والخطأ في الرواية، أو الخوف من التقصير في العمل وهجر القرآن، أو بسبب الخشية من كتم العلم والتقصير في التبليغ، أو خرجت مخرج الورع وتزكية النفس، أو الوجل من الوقوع في آفات اللسان - وذلك لأن شعبة أول من عني بعلم الرجال وسن التفتيش عن أمر المحدثين بالعراق، والناس أتباع له في ذلك-، أو لكون كثرة شاغلة عن الفقه والتدبر، ومنها ما كان بسبب طبيعة النفس وسوء خلق بعض الطلاب. وفي تفرد الغرباء برواية هذه النصوص عن الإمام شعبة دون خاصته وتلاميذه تأكيدٌ بأنها لم تكن حاضرة في مجالسه المعروفة والمشهورة بطلابه العارفين لآداب التعلم. وأن أقرب الناس في فهم هذه النصوص ومراد أصحابها تلاميذهم ومن بعدهم لا أن يشغب عليهم بفهمٍ محدث مفترى تكذبه الشواهد والوقائع على مر التاريخ. وختاماً أوصي الباحثين إلى تبني مثل هذه الموضوعات التي يشغب من خلالها أرباب الشبه والشهوات للنيل من الدين والأئمة.
الكلمات المفتاحية: شعبة، الحديث، رواية، يصد، أهل الحديث، الاشتغال، وقاد حمام.